أكذوبة جوائز الحرية
- Ghanim Mubarak Alhajeri
- 14 يونيو 2020
- 3 دقائق قراءة
بقلم: غانم الهاجري
13-06-2020
عندما سئل المفكر الفرنسي" مونتسكيو" عن الحرية قال :
" هي مايسمح به القانون"
وكذلك ينسب له قول (تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين)
ولكن لستيفن كوفي قول آخر: (نحن أحرار باختيار أعمالنا، لكننا لسنا كذلك بما يتعلق بتداعيات أفعالنا)
الحرية المطلقة هي حرية الحيوان وبدافع غريزته الحيوانية لتحقيق رغباته وشهواته، أما الحرية السليمة فهي التي تخضع للنظم الكونية والتشريع الرباني والخالية من الاستباحات والميول والرغبات والشهوات.
الحرية المنشودة يجب أن تنظم الحياة والقيم والواجبات والحقوق والمسؤوليات.
الحرية السليمة مجردة من الأهواء والتسلط واقتحام الحدود الإنسانية والطبيعية والدينية والاجتماعية والتقاليد والأعراف والقيم.
البشر بطبيعتهم لا يحبون القيود والقوانين والأنظمة والتشريعات واللوائح العامة، لأنها تفرض قيود ومناهج للحياة وللعمل ولأسلوب حياة جماعي وليس فردي، العالم بأسره يعرف أن التشريع والنظام والقواعد والتعليمات في منهاج الإسلام هي المثلى والأكثر دقة وتحقق التوازن لتلك الحريات والحقوق وبشهادة غير المسلمين.
تشتعل حاليا شرارة العنصرية في العالم الغربي: "Black Lives Matter"، والكل يستشهد بقصة بلال رضي الله عنه وإسلامه، وفي خطبة الوداع لسيد البشرية محمد عليه الصلاة والسلام.
الحرية التي يطالب بها وتدعمها مؤسسات ومنظمات عالمية هي ليست حرية، هي سعى لخلق الفوضى والأذى وإحداث الخلل الاجتماعي وإلحاق الضرر بالمجتمعات وخصوصاً التي تخلو من تلك التفاهات والمفاهيم التي تسعى لها تلك المنظمات.
مجتمعاتنا تعيش في أمن وأمان وسلام وتسامح وتعايش بين كل الاطياف والمعتقدات وعلى القيم الصحيحة والسليمة، وترفض أمراض العصر وأفكار الدمار والخراب والتعدي والإنحراف الفكري والسلوكي، وتعي خطورته على الفرد والمجتمع والأمن الوطني وتأثيره المستقبلي على الإنقسام الداخلي للأمم.
المستهدفين دائماً هم الشباب والناشئة في مجتمعاتنا، ونشاهد من حولنا تحريضهم على تبنيها والتغرير بهم للخروج عن ولي الأمر والبيت والعائلة والمجتمع والدولة واللجوء للخارج ومنحهم الجوائز وتسليط الضوء والإعلام عليهم.
لماذا الشباب؟لأن الشباب هم وقود ومستقبل وذخيرة المجتمعات وهم النواة والركيزة والقاعدة التي تقوم عليها الأمم.
أكذوبة الحرية
تقوم على إقناع الشباب بأن الحرية هي في الخروج عن كل مايحاكم وينظم المجتمع من قوانين ونظم وعادات وتقاليد والتحرر منها بشكل كلي.
الحرية الصحيحة هي :قدرتك أيها العاقل على اتخاذ القرارات التي تعنيك وتخصك وبدون تدخل الآخرين أو تأثيرهم عليك بشكل معنوي أو مادي وبدون إجبار، هي حرية التفكير وحرية التصرفات وحربة السلوك الشخصي، كل ذلك ضمن نطاق احترام المجتمع والدين والعادات والأعراف والتقاليد والقوانين والأنظمة التي يعمل بها المجتمع الذي تعيش فيه.
الحرية الخاطئة: هي أن يقوم الفرد بكل مايريد ويفعل ما يشاء دون الأخذ يالاعتبار تأثير ذلك على المجتمع من حوله.
يقوم البعض لتمرير مفهوم حريته بازدراء مجتمعه ودينه وعاداته وتقاليده والنظام الذي تعمل به دولته، وتعاونه مع الغيرعلى مهاجمة مجتمعه من قبل تلك المنظمات ومن خلاله، ويستخدم كأداة لذلك الهدف.
للأسف اليوم من يقومون بذلك هم نتاج مفاهيم خاطئة تم الترويج لها من خلال منصات كثيرة في تلك المجتمعات وبشكل مدروس وممنهج وبخطوات متسلسلة لعدم لفت الأنظار لها والحركة في مناطق الظل والمتشابهات.
يجب الانتباه لذلك الأمر خصوصاً من قبل أولياء الأمور والعقلاء والذين يقرأون ما خلف الصور ويعلمون أن وراء الأكمة ما وراءها، وأن لا يصبح الناشئة هم "الذلول" التي تمتطى وتسجن وتمنح الجائزة.
ماذا يجب علينا أن نعمل تجاه أكذوبة الحرية؟
- الترويج والتشجيع للقيم والأخلاق الفاضلة
- التحذير من غياب الوعي والوازع الديني
- تعزيز احترام حريات الآخرين في الفعل والقول والعمل والتصرفات والتعاملات
- نشر الوعي بحقوق الأفراد وواجباتهم والأطر العامة
- توضيح الحقوق المشروعة للأفراد وللمجتمع والحدود التي تحكم مجال كل حرية ومن أين تبدأ وأين تنتهي ومتى تُمارس ومتى تُمنع
- عقد المحاضرات في الجامعات
- تعزيز المناهج التعليمية بالتوعية
- توضيح خطورة الحريات المطلقة والتي لا يتم وضع حدود لها أو لممارساتها المطلقة
مسؤولية أولياء الأمور
- توعية الأجيال وتصحيح أي مسار، وطلب المساعدة من جهات الاختصاص إذا تطلب ذلك
- البيت أساس للفهم الصحيح للحرية والتربية السليمة
- تعريف الأبناء بالتصرفات والأقوال والأفعال التي يجب ولا تجب أمام الآخرين وأن التصرفات الفردية في غرفة النوم تختلف عن التصرفات في مجلس العائلة، وفي مجلس العائلة تختلف عن التصرف خارج المنزل وفي المدرسة والتجمعات الاجتماعية والمناسبات الرسمية وفي السفر وفي غيرها، وأن هناك أفراد ومجتمعات تختلف عنا في هذا العالم الكبير.
أعظم مايمكن أن تقدمه هو "كلمة" يستطيع بها الآخر إشعال شمعة في تفكيره.
Comments